«المنظمات الأهلية الفلسطينية»: غزة على حافة المجاعة والأمراض تفتك بالأطفال
«المنظمات الأهلية الفلسطينية»: غزة على حافة المجاعة والأمراض تفتك بالأطفال
حذّر مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، من دخول قطاع غزة مرحلة متقدمة من المجاعة، في ظل مؤشرات خطيرة تتعلق بانتشار سوء التغذية بين آلاف الأطفال، وتدهور الوضع الصحي والمعيشي بشكل متسارع.
قال الشوا، في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية" اليوم الأربعاء، إن غزة باتت تشهد "آلاف الحالات من الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية"، مؤكدًا أن هذه المؤشرات الصحية ستكون لها تداعيات خطيرة جدًا على المديين القريب والبعيد، خصوصًا مع استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
كارثة بيئية
أوضح الشوا أن القطاع يعاني من كارثة بيئية متفاقمة، مع انتشار الأمراض، ونقص كبير في المياه، مشيرًا إلى أن النزوح المتكرر وغياب الإمكانيات اللازمة للإيواء فاقما من مأساة السكان المدنيين الذين يعيشون ظروفًا لا تحتمل.
أكد الشوا أن التصريحات الصادرة عن وزراء الحكومة الإسرائيلية واليمين المتطرف تعكس بوضوح سياسة المضي في تنفيذ "حرب تجويع" ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، ولفت إلى أن التهديدات الإسرائيلية المتكررة بمنع إدخال المساعدات، وفرض ما يسمى بـ"عسكرة المساعدات"، تنذر بتدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني، خاصة مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على آلية استلام وتوزيع المساعدات.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن إسرائيل لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة تعكس تشديدًا جديدًا للحصار المفروض على القطاع، وسط تصعيد عسكري عنيف عقب انتهاء هدنة دامت نحو شهرين.
ضغط ضد السكان
وأكد كاتس، في بيان رسمي، أن "سياسة إسرائيل واضحة: لن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة"، معتبرًا أن منع دخول المساعدات هو أحد وسائل الضغط الأساسية التي تمنع حركة حماس من استغلالها كأداة للضغط على المدنيين، وأضاف: "لا أحد يخطط حاليًا للسماح بدخول أي مساعدات إنسانية، ولا توجد أي استعدادات لفتح المعابر".
يتزامن تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار الحرب التي شنتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي خلفت آلاف الشهداء والجرحى، فضلاً عن دمار واسع للبنية التحتية ونزوح جماعي للسكان.
وتتهم منظمات دولية سلطات إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب، عبر منع دخول المساعدات وعرقلة الإغاثة الإنسانية. في الوقت ذاته، تتصاعد وتيرة العمليات العسكرية في الضفة الغربية، لا سيما في جنين، حيث تكررت عمليات الاغتيال والاقتحامات، ما ينذر بانفجار شامل للوضع الأمني والإنساني في الأراضي الفلسطينية.